تعامل مع الآخرين بلطف.. باحترام.. بمحبة.. كما تحب أن يعاملوك

تعامل مع الآخرين بلطف.. باحترام.. بمحبة.. كما تحب أن يعاملوك
تفضل لمدونتنا بكل احترام وتقدير

الخميس، 31 ديسمبر 2009

رسالة بالبريد المستعجل

رسالة بالبريد المستعجل
شعر: أحمد مطر


مِن أوباما
لِجَميعِ الأَعرابِ شُعوباً أو حُكّاما:
قَرْعُ طناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأَطارَ صَوابي
افعَلْ هذا يا أوباما
اترُكْ هذا يا أوباما
أَمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما
وَفِّرْ لِلعُريانِ حِزاما
يا أوباما
خَصِّصْ لِلطّاسَةِ حَمّاما
يا أوباما
فَصِّلْ لِلنّملَةِ بيجاما
يا أوباما
قَرقَعَةٌ تَعلِكُ أَحلاماً
وَتَقِيءُ صَداها أوهاما
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى
وَأنا رَجُلٌ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتِكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أَحظى بالعُذْرِ ختاما
لَستُ بِخادِمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُساطَ قُعوداً وَقِياما
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إنْ أَنَا لَمْ أَصِلِ الأَرحاما
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأَِكونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أَبَداً أيتاما
أنَا أُمثولَةُ (شَعْبٍ) يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدٌ غَصبْا
و(نِظامٍ) يَحتَرِمُ الشَّعبا
وَأَنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أَنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أَنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. أَلغاما
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما
أَمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أَنعاما
تَتَسوَّلُ أَمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلٌ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
أن أَرعى، يوماً، أغناما

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

قم للمعلم

للشاعر إبراهيم طوقان
شوقي يقول وما درى بمصيبتي قـــــم للمعلم وفّه التبجيــــــلا

اقعد فديتك هل يكـــــــون مبجلاً من كان للنشء الصغار خليلا

ويكاد يقلقني الأّميـــــــــــر بقوله كــــاد المعلم أن يكون رسولا

لو جرّب التعليــــم شوقـي ساعة لقضى الحياة شقاوة وخمــولا

حســــــــــــب المعلم غمَّة وكآبة مرأى الدفاتر بكرة وأصيـــلا

مئة على مئة إذا هي صلِّحـــــت وجد العمى نحو العيون سبيلا

ولو أنّ في التصليـح نفعاً يرتجى وأبيك لم أكُ بالعيون بخيـــــلا

لكنْ أصلّح غلطةً نحويـــــــــــــةً مثلاً واتخذ الكتاب دليـــــــــلا

مستشهداً بالغرّ من آياتــــــــــــه أو بالحديث مفصلاً تفصيــــلا

وأغوص في الشعر القديم فأنتقي ما ليس ملتبــــــساً ولا مبذولا

وأكاد أبعث سيبويــــــه من البلى وذويه من أهل القرون الأُولى

فأرى حماراً بعد ذلك كلّـــــــــــه رفَعَ المضاف إليــه والمفعولا

لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة ووقعت ما بين البنوك قتيــــلا

يا من يريــــــــد الانتحار وجدته إنَّ المعلم لا يعيش طويـــــــلا


المناسبة التي قال فيها الشاعر قصيدته:

قال أحمد شوقي قصيدته المشهورة والتي مطلعها : قم للمعلم وفّه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا. ولم يكن شوقي حينذاك يعمل معلما، ولم يجرب التعليم ساعة، إنما كان يعيش في بلاط القصر عيشة الملوك، فقال هذه القصيدة يبجل فيها المعلم دون أن يؤدي دوره، وكان إبراهيم طوقان قد عمل معلما في مقتبل شبابه، ( مثلي) فجرب التعليم وعاش معاناة المعلم مع تلاميذه ال,, ، فقال هذه القصيدة يرد فيها على أحمد شوقي عن تجربة شخصية عاشها طوقان كمعلم للغة العربية.